لاخشية الا من الله

[size=21.3333]لا خشية إلا من الله
كتبت – مروة برهان :
{ ألم ترَ إلى الذين قِيلَ لهم كُفُّوا أيديكم و أقيموا الصلاةَ و آتوا الزكاةَ فلما كُتِبَ عليهمُ القتال إذاً فريقٌ منهم يخشَونَ الناس كخشيةِ اللهِ أو أشد خشية و قالوا ربنا لِمَ كتبتَ علينا القتال لولا أخَّرْتنا إلى أجلٍ قريبٍ قل متاعُ الدنيا قليل و الآخرة خيرٌ لِمَنِ اتَّقَى و لا تُظْلَمون فتيلاً }
كان المؤمنون فى ابتداءِ الإسلامِ و هم بمكة مأمورين بالصلاةِ و الزكاةِ و كانوا مأمورين بالصفحِ و العفوِ عن المشركين و الصبر على أذاهم لأسبابٍ كثيرةٍ منها : -
1 – قلة عدد المسلمين بالنسبةِ إلى كثرةِ عددِ أعدائِهِم .
2 – كونهم فى بلدِهِم و هو بلدٌ حرامٌ و أشرف بقاع الأرض و يُحْرَمُ القتال فيه . و لهذا لم يؤمروا بالجهادِ إلا فى المدينةِ المنورةِ لَمَّا صارتْ لهم دار و مِنعة و أنصار . { و قالوا ربنا لِمَ كتبتَ علرينا القتال لولا أخَّرْتنا إلى أجلٍ قريب } أى لولا أخرتَ فرضية القتال علينا إلى مدةٍ أخرى فإن فيه سفك الدماءِ و يُتم الأولاد و تأيُّم النساء .
فلمَّا فُرِضَ عليهمُ القتال { إذاً فريقٌ منهم يخشَونَ الناس كخشيةِ اللهِ أو أشد خشية و قالوا ربنا لِمَ كتبتَ علينا القتال لولا أخَّرْتنا إلى أجلٍ قريب } و هو الموتُ فقد قالَ تعالى { قل متاعُ الدنيا قليل و الآخرة خيرٌ لِمَنِ اتَّقَى } .. { و لا تُظْلَمون فتيلاً } أى من أعمالِكُم بل تُوَفُّونَها أتم الجزاء و هذا ترغيبٌ لهم فى الآخرةِ و تحريض لهم على الجهاد .
و لا خير فى الدنيا لِمَنْ لم يكنْ له من اللهِ فى دارِ المقامِ نصيب
فإن تعجبَ الدنيا رجالاً فإنها متاعٌ قليلٌ و الزوال قريب
و العلةِ فى ذلك لأن نِعَمِ الدنيا قليلةٌ و نِعَمِ الآخرةِ كثيرةٌ , نِعَمِ الدنيا منقطعة و أما نِعَمِ الآخرةِ فهى مؤبدة , لا يَخْفَى على أَحَدٍ أن نِعَمَ الدنيا مشوبةٌ بالهمومِ و المكارهِ و نِعَمِ الآخرةِ صافية عن المدراتِ و نِعَمِ الدنيا مشكوكة أما نِعَمِ الآخرةِ فهى يقينيةٌ و صدقَ الرسولُ إذ يقول " الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر " .[/size]

بارك الله فيكي